العلماء بعلم
الجفر الجامع ، وهذا العالم مما خصّ به علي عليهالسلام وأبنائه الأئمة المعصومون سلام الله عليهم أجمعين.
كما ذكر ذلك
الغزالي في بعض تصانيفه وقال [إنّ عند علي بن أبي طالب كتاب يسمّى بالجفر الجامع
لشئون الدنيا والآخرة وهو يشتمل على كل العلوم والحقائق ويحوي على دقائق الأسرار
وخواصّ الأشياء وآثار الحروف والأسماء وتأثيرات العوالم العلويّة والسفليّة وكل ما
في الأرض والسماء ولا يطلع على ذلك الكتاب أحد غير علي بن أبي طالب وأولاده الأحد
عشر وهم الذين حازوا درجة الولاية وتوصّلوا إلى مقام الإمامة ، وقد وصلهم الكتاب
وعلومه بالوراثة.]
ولقد أشار وصرّح
باختصاص هذا العلم وذلك الكتاب بالإمام عليّ وأبنائه المعصومين ، العلاّمة
القندوزي في كتابه ينابيع المودة / الباب الثامن والستون / وفيه قد نقل في الموضوع
شرحا مبسوطا من كتاب الدرّ المنظّم للشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الحلبي الشافعي.
وكذلك ذكر صاحب
شرح المواقف وهو من علماء العامّة قال : إنّ الجفر والجامعة كتابان لعليّ بن أبي
طالب قد ذكر فيهما على طريقة علم الحروف ، الحوادث إلى انقراض العالم ، وأولاده
يحكمون بهما.
النواب : ما هو
منشأ هذا الكتاب المسمّى بالجفر الجامع؟ وكيف وصل ليد سيّدنا عليّ كرم الله وجهه؟
قلت : في العام
العاشر الهجري ، بعد ما رجع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من حجة الوداع هبط جبرئيل وأخبره صلىاللهعليهوآلهوسلم باقتراب أجله ودنوّ منيّته. فدعا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ربّه ورفع يديه وقال «اللهم وعدك الذي وعدتني ، إنّك لا
تخلف الميعاد».