فطلب من الله عزّ وجلّ وفاء الوعد المعهود بينهما.
فأوحى الله تعالى إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم «أن خذ عليا معك واذهبا إلى جبل أحد فإذا صعدتما الجبل فاجلس مستدبر القبلة وناد الوحوش وحيوانات الصحراء ، فتجتمع الحيوانات أمامك ، وتجد بينها معزا وحشيا أحمر اللون قصير القرن ، فأمر عليا فليأخذه ويذبحه ويسلخ جلده من طرف رقبته ، ثم يدبغه ، ولمّا فعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما أمره ربّه ، نزل جبرئيل ومعه دوات وقلم أعطاهما للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليعطيهما للامام عليّ عليهالسلام حتى يكتب ما يقوله جبرئيل وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يملي ما يسمعه على الإمام عليّ عليهالسلام فيكتبه على ذلك الجلد المدبوغ ، وهذا الجلد لا يندرس ولا يبيد وهو الآن موجود عند الإمام المنتظر المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، ويوجد في ذلك الجلد كل ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وهذا الجلد هو الكتاب الذي عبّر عنه الغزالي بالجفر الجامع وقال فيه من علوم المنايا والبلايا والقضايا وفصل الخطاب».
النواب : كيف يسع جلد ماعز ليحتوي على كل ما يحدث إلى يوم القيامة ، ويحتوي على العلوم التي أشرتم إليها وذكرها الغزالي؟
قلت : لقد ذكرنا أنها مذكورة بطريقة الرمز والحروف وأنّ مفتاح تلك الرموز ومعاني تلك الحروف هو علم خاص بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلّمه عليا عليهالسلام ثم ورثه أولاده الائمة الأحد عشر ، ولا يقدر على حل رموزه وفهم علومه غيرهم ، وقد جاء في الخبر : «أنّ عليا عليهالسلام فتح ذلك الجلد مرة أمام ولده محمد بن الحنفيّة فما فهم شيئا منه».
وأمّا الأئمة المعصومون عليهمالسلام فكانوا في أكثر الأحيان يستخرجون من ذلك الكتاب القضايا والحوادث التي كانوا يخبرون بها قبل وقوعها.