__________________
رأيه. وقالا إنّه كان يفضّل أهل السوابق ، وضلّلا عليا عليهالسلام فيما رآه وقالا : إنّه أخطأ ، وأنّه خالف سيرة عمر ... واستنجدا عليه بالرؤساء من المسلمين ، كان عمر يفضّلهم وينفّلهم في القسم على غيرهم ـ والناس أبناء الدنيا ويحبّون المال حبّا جمّا ـ فتنكّرت على أمير المؤمنين عليهالسلام بتنكّرهما قلوب كثيرة الخ.]
ثم قال ابن أبي الحديد في صفحة ١٥ ـ ١٦ : ثم نرجع إلى الحديث الاول ، فنقول : [إنّ طلحة والزبير لما أيسا من جهة عليّ عليهالسلام ومن حصول الدنيا من قبله ، قلّبا له ظهر المجنّ. فكاشفاه وعاتباه قبل المفارقة عتابا لاذعا ... وتأخّرا عنه أيّاما ، ثم جاءاه فاستأذناه في الخروج إلى مكة للعمرة ، فأذن لهما بعد أن أحلفهما ألاّ ينقضا بيعته ، ولا يغدرا به ، ولا يشقّا عصى المسلمين ، ولا يوقعا الفرقة بينهم ، وأن يعودا بعد العمرة إلى بيوتهما بالمدينة ، فحلفا على ذلك كلّه ، ثم خرجا ففعلا ما فعلا.]
قال [وروى شيخنا أبو عثمان ، لمّا خرج طلحة والزبير إلى مكة ، وأوهما الناس أنّهما خرجا للعمرة ، قال علي عليهالسلام لأصحابه «والله ما يريدان العمرة ، وإنّما يريدان الغدرة (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) الفتح :» ١٠.]
قال : وروى الطبراني في التاريخ : لما بايع طلحة والزبير عليا عليهالسلام سألاه أن يؤمّرهما علي الكوفة والبصرة ، فقال «بل تكونان عندي أتجمّل بكما ، فإنّني استوحش لفراقكما».
أقول : وما كان معاوية بأحسن منهما وهو أيضا ما قاتل عليا عليهالسلام إلا من أجل الملك والدنيا ولقد نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ١٥ / ١٢٣ ، ط دار إحياء الكتب العربية كتاب معاوية إلى علي عليهالسلام جاء فيه [وقد كنت سألتك الشام على أن تلزمني لك بيعة وطاعة ، فأبيت ذلك عليّ.]
ثم نقل جواب الإمام علي عليهالسلام في ج ١٦ / ١٥٤ ، من نفس الطبعة / جاء فيه : فأمّا