فتناول جبريل تربة فقال : مكان كذا وكذا ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد إحتضن حسيناً كاسف البال مهموماً. فظنت أم سلمة أنّه غضب من دخول الصبي عليه فقالت : يا نبي الله جعلت لك الفداء ، إنّك قلت لنا : لا تُبكوا هذا الصبي ، وأمرتني أن لا أدع أحداً يدخل عليك ، فجاء فخلّيت عنه ، فلم يرد عليها ، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال : إنّ أمتي يقتلون هذا ، وفي القوم أبو بكر وعمر ، وفي آخر الحديث : فأراهم تربته) (٣٤٥).
٢ ـ عن صالح بن أربد ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : إجلسي بالبالب ، ولا يَلِجَنّ عليّ أحد ، فقمت بالباب إذ جاء الحسين رضي الله عنه فذهبت أتناوله ، فسبقني الغلام فدخل على جده ، فقلت : يا نبي الله جعلني الله فداك ، أمرتني أن لا يلج عليك أحد ، وإنّ إبنك جاء فذهبت أتناوله فسبقني ، فلما طال ذلك فطلعت من الباب ، فوجدتك تقلب بكفيك شيئاً ، ودموعك تسيل ، والصبي على بطنك؟ قال : نعم ، أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أنّ أمتي يقتلونه ، وأتاني بالتربة التي يقتل عليها فهي التي أقلب بكفي) (٣٤٦).
٣ ـ عن عثمان بن مقسم ، عن المقبري ، عن عائشة قالت : (بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راقد ، إذ جاء الحسين يحبوا إليه فنحيته عنه ، ثم قمت لبعض أمري ، فدنا منه فاستيقظ يبكي ، فقلت : ما يبكيك؟ قال : إنّ جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه ، وبسط فإذا
__________________
(٣٤٥) ـ العسكري ، السيد مرتضى : معالم المدرستين ، ج ٣ / ٣٠ (عن مجمع الزوائد ٩ / ١٨٩ ـ وتاريخ ابن كثير ٨ / ١١٩).
(٣٤٦) ـ نفس المصدر / ٣١ (عن كنز العمال ١٦ / ٢٢٦).