فى المكان الغصبى كما قال المحقق السبزوارى فى منظومته :
هيئة كون الشىء فى المكان |
|
اين متى الهيئة فى الزمان (١) |
قلت : لم يعلم معنى محصل لدعوى استحالة اجتماع الفعلين واتحادهما فى فعل واحد ، فإن اريد من ذلك امتناع اجتماع الفعلين المتمايزين خارجا فى فعل واحد شخصى ، فهو حق إلّا انه لا مساس له بالمدعى ومحل البحث اصلا كما لا يخفى ، فإن المدعى انطباق عنوانين كليين على مصداق واحد سواء كان العنوانان من مقولة واحدة او مقولتين. وان اريد من ذلك امتناع انتزاع عنوانين متفقى المقولة من منشإ واحد وانه يستحيل انطباق عنوانين متوافقى الذات والحقيقة على مصداق واحد ، فهو واضح الضعف اذ كما يجوز فى المجمع ان يكون حاويا لجامعين مختلفى المقولة بالفعل والوضع ، كذلك يجوز فيه ان يكون حاويا لجامعين متفقى الحقيقة متغايرى الحد كأن يكون كل واحد من المفهومين محدودا بحد يغاير الحد الآخر ، فينطبق العنوانان بما هما عليه من التمايز الحدى على ذلك الجمع ، فيكون المجمع على هذا واجدا للحدين ومثاله ان نفرض انتزاع جامع انسانى مضيق الدائرة على وجه لا يكون له سعة انطباق على ازيد من فردين معينين من الانسان هما زيد وعمرو ، ثم ننتزع جامع آخر انسانى محدود بحد آخر متضيق الدائرة على وجه لا يكون له سعة انطباق على ازيد من فردين معينين من الانسان ايضا وهما زيد وبكر خاصة فأشترك العنوانان فى زيد ، فاذا انطبقا عليه لم يكن بينهما تمايز فيه الا بالحد لا بالحقيقة والماهية لكونهما متوافقين فى الحقيقة الانسانية ، وانما تمايزا بالحد خاصة ، فهذا ممكن لا يأباه العقل
__________________
(١) ـ المنظومة فى الحكمة : ١٤٣.