ولا يوضع له ، فاذا قيل : اكرم كل عالم ، منشأ لوجوبات عديدة متعلقة بافراد العالم على سبيل الاستغراق ، لا بد وان يكون ذلك ملحوظا فى مقام الاستعمال ، ولكنه لا يلزم ان يكون بلحاظات متعددة بل يكتفى باللحاظ الواحد المتعلق ، بتلك الصورة الاجمالية ، ويكون توزيع الوجوبات على الافراد بدال آخر ، وهو أداة الاستغراق من لفظة كل ونحوها ، وكذلك الحال فى الوضع ، هذا كله اذا كان الاستعمال فى المعنيين ، او المعانى بلحاظات استقلالية.
«فى استعمال المشترك فى معانيه بلحاظ واحد»
واما اذا كان بلحاظ واحد فهو بمكان من الامكان ، إلّا ان الشأن فى وقوعه حقيقة او مجازا وعدم وقوعه ، ولعل نظر المعالم (١) والقوانين (٢) فى مقام الاستدلال وبيان المختار الى هذا المعنى وان كان صدر عبارتهما فى تحرير محل النزاع يابى عن ذلك.
وكيف كان فلننقل الكلام الى الاستعمال الواحد باللحاظ الواحد المتعلق باكثر من معنى واحد فنقول : وبالله نستعين فانه خير معين.
ذهب صاحب المعالم الى جواز ذلك على سبيل المجاز فى المفرد والحقيقة فى التثنية والجمع ، واختار صاحب القوانين المنع فى الجميع مطلقا.
واستدل صاحب المعالم على مختاره فى المفرد بانسباق الواحدة فى المفرد فهى معتبرة فيه جزءا ، وعند استعماله فى اكثر من معنى واحد تنسلخ الوحدة عن المعنى ، فيكون استعمال اللفظ فيه من قبيل
__________________
(١) ـ المعالم الدين فى الاصول : ص ٣٣.
(٢) ـ القوانين الاصول : ص ٦٧.