بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين.
«القول فى موضوع العلم»
قوله قدسسره : «موضوع كل علم وهو الذى يبحث عن عوارضه الذاتية أى بلا واسطة فى العروض» بمعنى انتساب المحمولات استقلالا الى ذلك الموضوع على نحو الحقيقة أولا وبالذات كنسبة الحاجة الى الممكن ، لا ثانيا وبالعرضة كنسبة التحرك الى جالس السفينة ، فنسبة الحركة بواسطة انتسابه الى السفينة. وعلى هذا فمن شأن كل موضوع من موضوعات العلوم ، أن يكون معروضا لمحمولات مسائله على نحو الاستقلال لا ضمنا ، وأولا وبالذات لا ثانيا وبالعرض.
وتفصيل المقام أن يقال : ان المحمولات المنسوبة الى موضوعاتها ، تارة يكون انتسابها اليها على جهة الحقيقة وأخرى على جهة المجاز ، ولا اشكال فى دخول القسم الثانى فى الاعراض الغريبة ، وأما القسم الاول فتارة يكون الموضوع فيه تمام الموضوع لذلك المحمول نحو قولهم فى علم النحو «الكلمة قول مفرد» فان الكلمة تمام الموضوع لهذه القضية المنسوب فيها القول المفرد الى الكلمة ، وأخرى يكون جزء الموضوع كالافعال الصلاتية المعروضة للوجوب فى قولهم «الصلاة واجبة» فان الوجوب منسوب الى الصلاة