الثمرة فيمن نسى وصلى فى المكان الغصبى ، فانه على التزاحم لا بأس بتلك الصلاة وتكون الصلاة صحيحة ، بخلافه على التعارض ويستعلم الحال من القرائن الحالية او المقالية ، وقد تقدم فى المسألة السابقة بعض الكلام فيما يتميز به التعارض عن التزاحم فى بعض الامثلة ، فلا وجه لما وقع فى بعض الكتب كما فى الكفاية من جعل البحث عن المسألة السابقة من صغريات البحث فى هذه المسألة فلا تغفل.
«التحقيق فى معنى الصحة»
ثم ان الصحة معناها التمامية ومفهومها واحد ، وهى من الامور الاعتبارية الغير المتأصلة فى الوجود فهى من المعقولات الثانية كالملكية المنتزعة عن الاضافة الخاصة الناشية عن الجعل الشرعى ، وهنا كذلك فان الصحة بمعنى التمامية ، منتزعة عن حقيقة التمامية المنتزعة عن موافقة الامر او اسقاط القضاء ، فهاهنا امور ثلاثة مفهوم وحقيقة ومنشأ انتزاع ، وهذا هو الفارق بين الامور الاعتبارية ، والامور المتأصلة ، فإن الامور المتأصلة ليس لها وراء منشأ انتزاعها ، الا حقائقها المتأصلة فى الوجود ، وهذا بخلاف الامور الاعتبارية فان الجعل هو منشأ انتزاع الحقيقة ، ثم من بعد انتزاع الحقيقة ينتزع العقل مفهوما واحدا منطبقا على تلك الحقيقة وهما يشتركان فى اتحاد الحقيقة المنتزعة عن منشأها ، ولا يكون اختلاف المناشئ موجبا لاختلاف الحقيقة ، لخروج المنشأ بواقعه عن الحقيقة المنتزعة ، ومن ثم لم يكن ترادف بين الحقيقة ومنشأ انتزاعها ، وبهذا يبطل القول باختلاف حقيقة الصحة باختلاف منشأ انتزاعها كما ذهب اليه الماتن على خلاف المنقول عن التقريرات.