والنواويس ، والطف ، وطف الفرات ، ومشهد الحسين ، والحائر والحير ، إلى غير ذلك من الأسماء المختلفة الكثيرة ، إلا أنّ أهم هذه الأسماء في الدين هو الحائر ، لما أحيط بهذا الاسم من الحرمة والتقديس ، أو أنيط به من أعمال وأحكام في الرواية والفقه إلى يومنا هذا» (١).
وقال أيضاً : «ولأرض كربلاء أسماء كثيرة ، المشهورة منها في كتب الأخبار والآثار ستة عشر اسماً وهي : كربلاء ، ونينوى ، الغاضرية ، شاطئ الفرات ، الطف ، قبة الإسلام ، عموراء ، مارية ، مكاناً قصياً» (٢).
وبعد هذا نقول : إنّ كربلاء أم لقرى عديدة تقع بين بادية الشام وشاطئ الفرات ، ويحدثنا التاريخ أنها كانت من أمهات مدن بين النهرين ، الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس ـ الفرات القديم ـ ، وعلى أرضها معبد للعبادة والصلاة ، كما يستدل بذلك من الأسماء التي عرفت بها قديماً ، وقد أخذت كربلاء تزدهر شيئاً فشيئاً ، سيما على عهد الكلدانيين والتنوخيين واللخميين والمناذرة ، يوم كانت الحيرة عاصمتهم إلى عهد الفتح الإسلامي للعراق ، حينما توجه خالد بن عُرفُطَة بأمر من القائد العام سعد بن أبي وقاص إلى فتح كربلاء ، وبعد فتحها توجه خالد إلى فتح الحيرة ، وبعد فتحها عام ١٤ هـ عاد إلى كربلاء واتخذها مقراً لجنده ، ومعسكراً لجيشه مدة من الزمن ، وما كانت كربلاء هي أم لعدة قرى تحيط بها ؛ فقد أطلقت تلك الأسماء مجازاً على كربلاء ، ومن الملاحظ أن بعض أسماء هذه القرى عامة واسعة ، وبعضها خاصة لمنطقة ضيقة. وهذا هو موضوع البحث. ولعلّ من أهم الدوافع التي دفعتني لإختيار هذا الموضوع هي التالي :
__________________
(١) ـ الكليدار ، عبد الجواد : تأريخ كربلاء / ٢٣.
(٢) ـ الكليدار ، عبد الجواد : جغرافية كربلاء القديمة وبقاعها / ٤١ (مخطوط).