بالموت ، فقال لهم الحسين عليه السلام : صبراً بني الكرام ، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء ، إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة ، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟ ، وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب ، إنّ أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر ، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم ، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ، وما كذبت ولا كذبت) (١١٤).
٤ ـ عن الثمالي ، قال علي بن الحسين عليه السلام : (كنت مع أبي في الليلة التي قتل في صبيحتها ، فقال لأصحابه : هذا الليل فاتخذوه جنّة ، فإنّ القوم إنما يريدونني ، ولو قتلوني لم يلتفتوا إليكم ، وأنتم في حِلّ وسعة. فقالوا : والله لا يكون هذا أبداً فقال : إنكم تقتلون غداً كلكم ولا يفلت منكم رجل. قالوا : الحمد لله الذي شَرّفنا بالقتل معك.
ثم دعا فقال لهم : ارفعوا رؤسكم وانظروا ، فجعلوا ينتظرون إلى مواضعهم ومنازلهم من الجنة ، وهو يقول لهم : هذا منزلك يا فلان. فكان الرجل يستقبل الرماح والسيوف بصدره ووجهه ، ليصل إلى منزلته من الجنة) (١١٥). هذا إستفدته من الأعلام ، والروايات ، والله العالم بحقائق الأمور.
__________________
(١١٤) ـ المصدر السابق ، ج ٤٤ / ٢٩٧.
(١١٥) ـ نفس المصدر / ٢٩٨.