أهل الشرك ، وحَلّت النقمات في دور الشياطين ، وجَلَت النغمات ـ أي إرتفعت الأصوات التي كانت ساكنة في دور الشياطين ، وهي البدع الباطلة في مدارس ومجالس أهل الضلالة ـ ، فحولوا وبدلوا ، ونقلوا تلك الأسماء ؛ وهو قول الله تبارك وتعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ) (٧٣) ، فالبطن آل محمد ، والظهر مَثل) (٧٤).
ذكر الشيخ محمد صالح المازندراني (قده) : «وقوله : البطن لآل محمد الظهر مثل ، إشارة إلى أنّ للآية ظاهراً وباطناً ، الظاهر بيان لما فعله المشركون من تبديل إسم الإله ونقله عن موضعه ، وهو الله جَلّ شأنه إلى الأصنام ـ حتى سموها آلهة ، والباطن بيان لما فعله الجاهلون من تبديل اسم البيت المقَدّس ونقله عن موضعه وهو بيت آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى البيت الذي في الشام ؛ وهو حظيرة المحاريب ، والله أعلم» (٧٥). وبعد هذا البيان ؛ تبين لنا أنّ الأصل هو بيت آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لتطهره عن النقائص والعيوب ، وتنزهه عن الرذايل والذنوب ، وهو ما ذكره الباري عَزّ وجَلّ : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب / ٣٣]. وبعد هذا البيان ؛ نخرج بالنتيجة التالية :
إنّ الدرجات التي بَشّر بها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم سبطه سيد الشهداء في الجنان : (وإنّ لك في الجنان لدرجات لا تنالها إلا بالشهادة) (٧٦) وكذلك
__________________
(٧٣) ـ النجم / ٢٣.
(٧٤) ـ القمي ، الشيخ عباس : منتهى الآمال ، ج ٢ / ٢٥٣.
(٧٥) ـ المازندراني ، الشيخ محمد صالح : شرح أصول الكافي ، ج ٧ / ٢٦٨.
(٧٦) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٢٥ / ٢٤.