السلام) الذي إشتراه ، أربعة أميال في أربعة أميال ، فهو حلال لولده ومواليه ، حرام على غيرهم ممن خالفهم ، وفيه البركة) (٥٣٢).
وبعد ذكر هاتين الروايتين ؛ نخرج بالنتيجة التالية :
أولها ـ إنّ شراء الأئمة عليهم السلام لهذه البقاع لمواراة أجسادهم فيها ؛ دليل على إختيار الأفضل ، ووجود مزية شرف وقداسة فيها على غيرها.
ثانيها ـ لو تأملنا في عبارة أمير المؤمنين عليه السلام : (فاشتهيت أن يحشروا من ملكي) ، بعد بيان فضل تلك البقعة التي إشتراها ، من أنّه يحشر من ظهرها سبعون ألفاً ، يدخلون الجنة بغير حساب ؛ لظهر لنا حث الموالين له على إغتنام فرصة الدفن فيها لنيل تلك الفضيلة. وكذلك المستفاد من عبارة الإمام الصادق عليه السلام : (فهو حلال لولده ومواليه) ، بعد بيان أنّ هذه البقعة التي إشتراها سيد الشهداء عليه السلام هي حرم ، فهذا برهان واضح على أنّ من دفن في هذا الحرم ، فهو في أمان مما يخاف ويحذر من أهوال القبر ، بل من السعداء الآمنين من أهوال الآخرة بشفاعته عليه السلام.
خامساً ـ إنّ دفن الميت في هذه البقاع الطاهرة الشريفة أو النقل إليها ، من باب التكريم له ؛ لتستفيد روحه من بركاته ، فإذا وصلت جنازته إلى ذلك المكان المبارك ؛ فقد نالت المنى وحازت على المغفرة والثواب ، بل هذا يدل على أنّ الميت عزيزاً عند أهله ، وإلا لما تكلفوا بنقله هذا العناء من مسافات بعيدة ، كما في قضية اليماني المعروف بـ(صافي الصفا) ، وقبره يقع في الجانب الغربي من النجف ، عند حافة التل الذي تقع عليه المدينة ، أو عند حافة الهضبة الصحراوية ، وإلى جواره مقام زين العابدين عليه السلام ،
__________________
(٥٣٢) ـ النوري ، الميرز حسين الطبرسي : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٣٢١ ، (الباب ٥٠ من أبواب المزار ـ الحديث ٢).