هذه العمومات عليهم بالخصوص ، تبياناً لكونهم ممثلي الإسلام ، وإعلاناً لكونهم أكمل الأنام وبرهاناً على أنهم خيرة الخيرة ، وتنبيهاً إلى أن فيهم من الروحانية الإسلامية والإخلاص لله في العبودية ، ما ليس في جميع البرية ، وأنّ دعوتهم إلى المباهلة بحكم دعوة الجميع ، وحضورهم خاصة فيها منزّل منزلة حضور الأمة عامة ، وتأمينهم على دعائه مغنٍ عن تأمين مَن عداهم ، وبهذا حاز التجوز بإطلاق تلك العمومات عليهم بالخصوص ، ومن غاص على أسرار الكتاب الحكيم ، وتدبره ووقف على أغراضه ؛ يعلم أنّ إطلاق هذه العمومات عليهم بالخصوص ، وإنما هو على حد قول القائل :
ليس على الله بمستنكر |
|
أن يجمع العالم في واحد |
ولذا قال الزمخشري في تفسير الآية : «وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام» (٥٢٥) ...» (٥٢٦) نعم هذه عقيدة الشيعة الإمامية في أهل البيت عليهم السلام ، وقد أوضحها الإمام الهادي عليه السلام في الزيارة الجامعة بقوله : (آخذ بقولكم ، عامل بأمركم ، مستجير بكم ، زائر لكم ، لائِذٌ عائذ بقبوركم ، مستشفع إلى الله عَزّ وجَلّ بكم ، ومتقرب بكم إليه ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي ، وإرادتي في كل أحوالي وأموري).
ثانياً ـ رجاء الفوز بالنعيم والنجاة من عذاب البرزخ ، وهذا الهدف له جهة رجحان في الشرائع الإلهية ، خصوصاً في مثل هذه الحالة التي إنقطعت منها العلاقات ، وبقية التوسلات إلى المقربين لدى خالق البريات ؛ ولذا فالشيعة الإمامية تحرص على الدفن بجوار أمير المؤمنين علي عليه السلام ،
__________________
(٥٢٥) ـ الزمخشري ، جار الله محمود بن عمر : الكَشّاف ، ج ١ / ٤٣٤.
(٥٢٦) ـ شرف الدين ، السيد عبد الحسين : الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء / ٥ ـ ٨.