عليه السلام؟ فقال عليه السلام : إسماعيل مات قبل إبراهيم ، وإنّ إبراهيم كان حُجّة لله قائماً صاحب شريعة ، فإلى من أرسل إسماعيل إذن؟
فقلت : جعلت فداك ، فمن كان؟ فقال عليه السلام : ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي ، بعثه الله إلى قومه ، فكذبوه وقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله عليهم ، فوجّه إليه اسطاطائيل ملك العذاب ، فقال له : يا إسماعيل ، أنا اسطاطائيل ملك العذاب ، وجّهني إليك ربّ العِزّة لأعذب قومك بأنواع العذاب إن شئت. فقال له إسماعيل : لا حاجة لي في ذلك يا اسطاطائيل فأوحى الله إليه : فما حاجتك يا إسماعيل؟ فقال إسماعيل : يا ربّ ، إنك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ، ولمحمد بالنبوة ، ولوصيه بالولاية ، وأخبرت خَيْر خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي عليهما السلام بعد نبيها ، وإنّك وعدت الحسين عليه السلام أن تَكُرَّهُ إلى الدنيا ، حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك ـ يا ربّ ـ أن تكرّني إلى الدنيا ، حتى أنتقم ممن فعل ذلك بي كما تُكرُّ الحسين عليه السلام ، فوعد الله إسماعيل بن حَزْقيل ذلك ، فهو يكُرّ مع الحسين بن علي صلوات الله عليهما (٤٢٧).
أقول : يستفاد من قوله : (أن تَكرّه إلى الدنيا) الرجعة ، وإلى هذا يشير العلامة الأكبر السيد عبد الله شبر (ره) بقوله : «فيجب الإيمان بأصل الرجعة إجمالاً ، وأنّ بعض المؤمنين ، وبعض الكافرين يرجعون إلى الدنيا ، وإيكال تفاصيلها إليهم عليه السلام ، والأحاديث في رجعة أمير المؤمنين والحسين عليهما السلام متواترة
__________________
(٤٢٧) ـ بن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد القمي : كامل الزيارات / ١٣٨ ـ (باب ١٩ ـ حديث ٣).