يحملن حمراء رسوباً للثقلْ |
|
قد غُربلت وكُرْبلَت من القَصَلْ |
فيجوز على هذا ، أنّ هذه الأرض مُنْقاة من الحصى والدَّغَل فسميت بذلك ، والكَرْبَل : اسم نبت الحُمّاض ؛ فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر نبته هناك فسمي به» (٢٧١).
وقال ابن منظور : «والكَرْبَل : نبت له نور أحمر مشرق ، حكاه أبو حنيفة وأنشد :
كأنّ جنى الدِّفلى يُغشّى خُدرها |
|
ونُوّارُ ضاحٍ من خُزامى وكرْبَل» (٢٧٢). |
ويرى الدكتور مصطفى جواد : «وأنا أرى محاولة ياقوت الحموي رَدَّ «كربلاء» إلى الأصول العربية غير مجدية ، ولا يصح الإعتماد عليها ، لأنّها من باب الظن والتخمين ، والرغبة الجامحة العارمة في إدارة جعل العربية مصدراً لسائر الأمكنة والبقاع ، مع أنّ موقع كربلاء خارج عن جزيرة العرب ، وأنّ في العراق كثيراً من البلدان ليست أسماؤها عربية ، كبغداد وصرورا وجوخا وبابل وكوش وبعقوبا ، وأنّ التاريخ لم ينص على عروبة اسم «كربلاء» ... ولقائل أن يقول : إنّ العرب أوطنوا تلك البقاع قبل الفتح العربي ، فدولة المناذرة بالحيرة ونواحيها ، كانت معاصرة للدولة الساسانية الفارسية ، وفي حمياتها وخدمتها؟ والجواب : إنّ المؤرخين لم يذكروا لهم إنشاء قرية سميت بهذا الإسم ـ أعني كربلاء ـ غير أنّ وزن كربلاء ألحق بالأوزان العربية ، ونقل «فَعْلَلا» إلى «فَعْللاء» في الشعر حَسْبُ. فالأول موازن لجحجحى ، وقرقرى ، وقهقهرى ، والثاني موازن لعقرباء وحرملاء ، زيد همزة كما زيد بَرْنساء.
__________________
(٢٧١) ـ الحموي ، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت : معجم البلدان ، ج ٤ / ٤٤٥.
(٢٧٢) ـ ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج ١١ : ٥٨٦ ـ ٥٨٧.