كان علي عليهالسلام منطويا على يقين لا غاية لمداه ولا نهاية لمنتهاه وقد صرّح بذلك تصريحا مبينا فقال عليهالسلام «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا». فكانت عبادته الى الغاية القصوى تبعا ليقينه وطاعته في الذروة العليا لمتانة دينه.
ولقد لقّبه الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بإمام المتقين ، كما روى ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ٩ / ١٧٠ ، الخبر الحادي عشر من الأحاديث التي ذكرها في فضائل الامام علي عليهالسلام. ورواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء والعلاّمة الهمداني في كتابه مودّة القربى والعلاّمة محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / باب ٥٤ عن أنس بن مالك قال : قال لي رسول الله (ص) «يا أنس أسكب لي وضوء ، فتوضّأ ثم قام وصلّى ركعتين ثم قال (ص) : يا أنس أوّل من يدخل عليك من هذا الباب هو أمير المؤمنين وإمام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين وخاتم الوصيين». قد وردت الرواية بألفاظ مختلفة وانا انقلها كما يخطر ببالي.
قال أنس : قلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته ، إذ جاء علي فقال (ص) «من هذا يا أنس؟ قلت : علي بن أبي طالب. فقام النبي (ص) مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق عليّ بوجهه ، قال عليّ : يا رسول الله لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي قبل. قال : وما يمنعني وأنت تؤدّي عني وتسمعهم صوتي وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي».
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد قال عليهالسلام «مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين». رواه عن الحافظ أبي نعيم في الحلية.