__________________
رجل من تهامة. فقال : من أيّ تهامة؟ فقال : من بني هاشم ، فوثب العابد فقبّل رأسه ثانية ثم قال : يا هذا إنّ العليّ الأعلى ألهمني إلهاما ، قال أبو طالب : وما هو؟ قال : ولد يولد من ظهرك وهو وليّ الله عزّ وجلّ.
فلما كانت الليلة التي ولد فيها عليّ ، أشرقت الأرض فخرج أبو طالب وهو يقول : أيها الناس ولد في الكعبة وليّ الله عزّ وجلّ. فلمّا أصبح دخل الكعبة وهو يقول :
يا ربّ هذا الغسق الدجيّ |
|
والقمر المنبلج المضيّ |
بيّن لنا من أمرك الخفيّ |
|
ما ذا ترى في اسم ذا الصبيّ؟ |
قال : فسمع صوت هاتف يقول :
يا أهل بيت المصطفى النبيّ |
|
خصصتم بالولد الزكيّ |
إنّ اسمه من شامخ العليّ |
|
عليّ اشتقّ من العليّ] |
قال العلامة الكنجي : تفرّد به مسلم بن خالد المكيّ الزنجيّ وهو شيخ الشافعي ـ إمام المذهب ـ وتفرّد به عن الزنجي عبد العزيز بن عبد الصمد وهو معروف عندنا ، والزنجي لقب لمسلم وسمي بذلك لحسنه وحمرة وجهه وجماله. انتهى.
وقال بعد هذا الخبر أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود النجّار بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : قرأت على الصفّار بنيسابور : أخبرتني عمتي عائشة ، أخبرنا ابن الشيرازي ، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري قال [ولد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بمكة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه ، إكراما له بذلك وإجلالا لمحلّه في التعظيم.]
أقول : إنّ خبر مولد عليّ عليهالسلام في وسط الكعبة مشهور ، وقد نقله كثير من الأعلام وعلماء العامّة وذكره شعراؤهم ونقلت عنهم بعضها سابقا في تعليقاتي على هذا الكتاب. «المترجم»