وكما في بعض الأخبار المرويّة أنّ فاطمة بنت أسد بقيت في الكعبة ثلاثة أيّام ضيفة على ربّها ، فصار الناس يتحدّثون في المجالس والنوادي عن هذا الحادث الخارق والأمر الغريب ، وفي اليوم الثالث عند اجتماع الناس وتزاحمهم في المسجد الحرام ، وإذا بالركن ينشق ثانيا ، وتخرج فاطمة بنت أسد وعلى يديها ولدها الكريم عليّ عليهالسلام ، ويعدّ علماء الإسلام شيعة وسنّة هذه الفضيلة من خصائص أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد قال الحاكم في المستدرك ، والعلاّمة ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة / الفصل الأول ص ١٤ :
ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالا له وإعلاء لمرتبته وإظهارا لتكريمه (١).]
__________________
(١) روى العلاّمة أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب / الباب السابع في مولده عليهالسلام / وهو في الفصل الثالث بعد الأبواب المائة التي ذكرها في مناقب الإمام علي عليهالسلام.
روى بسنده المتصل بمسلم بن خالد المكّي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال [سألت رسول الله عن ميلاد علي بن أبي طالب ، فقال : لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح عليهالسلام. إنّ الله تبارك وتعالى خلق عليا من نوري وخلقني من نوره وكلانا من نور واحد ، ثم إنّ الله عزّ وجلّ نقلنا من صلب آدم عليهالسلام في اصلاب طاهرة إلى أرحام زكيّة ، فما نقلت من صلب إلاّ وعلي معي فلم نزل كذلك حتى استودعني خير رحم وهي آمنة ، واستودع عليا خير رحم وهي فاطمة بنت أسد.
قال عليهالسلام : وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان ، قد عبد الله تعالى مائتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة ، فبعث الله إليه أبا طالب فلما أبصره المبرم قام إليه وقبّل رأسه وأجلسه بين يديه ، ثم قال له : من أنت؟ فقال :