وروى الثعلبي والطبري في تفسيريهما وأحمد في المسند في تفسير آية المتعة [عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام قال «لو لا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلاّ شقي».]
فتحريم عمر للزواج المؤقّت ، زاد في الفحشاء ولم يقلّل الفساد ، وإنّ اثر نهيه المتعة كان بعكس ما تقولون ، وبخلاف ما تزعمون.
ولنترك هذا البحث الذي جاء استطرادا ، لأنّ البحث كان حول إيمان أبي طالب عليهالسلام فقلنا : إنّه كان مؤمنا ومات مؤمنا إلاّ أنّ أعداء الإمام علي عليهالسلام أرادوا تنقيصه والحطّ من كرامته وشخصيته ، فوصموا أباه ـ شيخ بني هاشم وكافل النبي وحاميه صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بوصمة الكفر والشرك ، وأشاعوه بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بوضع حديث افتروه على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو (حديث الضحضاح) فخبر عدم إيمان أبي طالب عليهالسلام إن هو إلاّ من أكاذيب بني أمية وأباطيلهم ، وشيوع الخبر جاء بتبليغ منهم بحيث غطّى على خبر إيمانه ، فقلّبوا الحقيقة وغيّروا الواقع حتى التبس الحق على المسلمين.
فلمّا وصل حديثنا إلى هذا المكان ، استبعد الشيخ عبد السلام ذلك ، وقال : لا يمكن لأحد أن يقلب الحقيقة ويغيّر الواقع الذي كان شائعا في عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيبدّله بحيث يلتبس الأمر على المسلمين ، فينكروا الحقيقة ويقولوا بغير الواقع.
فقلنا : إنّ هذه ليست بأول قارورة كسرت في الإسلام.
فطلب مثالا ليكون مصداقا آخر وشاهدا على كلامنا ، فمثّلنا له بتحريم عمر متعة الحج ومتعة النساء ، فصرّح قائلا [متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أحرّمهما وأعاقب عليهما] والشاهد تمسكهم بقول