فتناولت منه الكتب وشكرته وبقيت الكتب عندنا إلى آخر ليلة من ليالي الحوار ، ثمّ استخرجت الأخبار والأحاديث التي نقلتها من تلك الكتب ، وكلّما قرأت لهم الأحاديث التي مرّ ذكرها من كتبهم ، كنت ألاحظ أنّ وجوه المشايخ تنخطف ، وألوانهم تتغيّر ، والخجل يبدو ويعلو على وجوههم ، لأنّهم كانوا يحسّون بالفضيحة والنكسة أمام أتباعهم الحاضرين.
وقرأنا في كتاب «مودّة القربى» إضافة إلى ما نقلناه ، حديثا آخر في الموضوع ، وهو :
روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يا علي ، ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيّين ، ويقدم عليه عدوّك غضابا مقمحين.
وبعده قلت : إنّ هذا بعض الدلائل المحكمة والمؤيّدة بكلام الله سبحانه وتعالى وبالأخبار المعتبرة والمقبولة عندكم ، ولو نقلتها لكم كلّها لطال الكلام ، ولكن في ما ذكرنا كفاية لمبتغي الحق بغير غواية.
وأرجو بعد هذا أن لا تكرّروا ذلك الكلام الفارغ الوهمي الواهي ، بأنّ مؤسّس مذهب الشيعة : عبد الله بن سبأ اليهودي.
فقد اندفع هذا الاتّهام وارتفع الإيهام ، بالقرآن الحكيم وحديث النبي العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد تبيّن لكم أنّ ما كنتم تظنّوه في حقّ الشيعة ، إن هو إلاّ أباطيل الخوارج وأكاذيب النواصب من بني أميّة وغيرهم.
ومع الأسف .. أنتم العلماء قد ألقيتم هذه الأقاويل إلى أتباعكم من عامة الناس ، وألبستم عليهم الحقّ والحقيقة ، من حيث تعلمون أو لا تعلمون!
والآن عرفتم بأنّ الشيعة محمّديّون وليسوا بيهود ، وأنّ إطلاق