__________________
فقال له : إنّي سمعت رسول الله يقول «إنّ الشارب فيهما ليجرجر في جوفه نار جهنم». فقال معاوية : أمّا أنا فلا أرى بذلك بأسا.
فقال أبو الدرداء : من عذيري من معاوية! أنا أخبره عن الرسول (ص) وهو يخبرني عن رأيه! لا أساكنك بأرض أبدا.]
فهذا الخبر يقدح في عدالته ، كما يقدح أيضا في عقيدته ، لأنّ من قال في مقابل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أمّا أنا فلا أرى بأسا فيما حرّمه رسول الله» فليس بصحيح العقيدة. ومن المعلوم أيضا من حالة استئثاره بمال الفيء ، وضربه من لا حدّ عليه ، وإسقاط الحدّ عمّن يستحقّ إقامة الحدّ عليه ، وحكمهم برأيه في الرعيّة وفي دين الله ، واستلحاقه زيادا ؛ وهو يعلم قول رسول الله (ص) : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» ، وقتله حجر بن عديّ وأصحابه ولم يجب عليهم القتل ، ومهانته لأبي ذرّ الغفاري وجبّه وشتمه وإشخاصه إلى المدينة على قتب بغير وطاء لإنكاره عليه ، ولعنه عليّا وحسنا وحسينا وعبد الله بن عباس على منابر الإسلام ، وعهده بالخلافة إلى ابنه يزيد ، مع ظهور فسقه وشربه المسكر جهارا ولعبه بالنّرد ونومه بين القيان المغنيّات واصطباحه معهنّ ولعبه بالطنبور بينهنّ ، وتطريقه بني أمية للوثوب على مقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخلافته ، حتى أفضت إلى يزيد بن عبد الملك والوليد بن يزيد ، المفتضحين الفاسقين : صاحب حبابة وسلاّمة ، والآخر رامي المصحف بالسهام وصاحب الأشعار في الزندقة والإلحاد. «انتهى كلام ابن أبي الحديد».
أقول : وذكر سبط ابن الجوزي في التذكرة تحت عنوان (فصل في يزيد بن معاوية) قال [ذكر علماء السير عن الحسن البصري أنه قال : قد كانت في معاوية هنات لو لقي أهل الأرض ببعضها لكفاهم : وثوبه على هذا الأمر ، واقتطاعه من غير مشورة من المسلمين ، وادّعاؤه زيادا ، وقتله حجر بن عديّ وأصحابه ، وبتوليته مثل يزيد على الناس. قال : وذكر جدي أبو الفرج في كتاب (الردّ على المتعصّب العنيد المانع