فاجتمع حولها كل من في قلبه مرض ، وكلّ من كان حاقدا على أبي الحسن أمير المؤمنين سلام الله عليه ، وخرجت إلى البصرة ، فألقوا القبض على عثمان بن حنيف الأنصاري ، صحابي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان عاملا عليها من قبل الإمام علي عليهالسلام ، فنتفوا لحيته الكريمة ، وشعر رأسه ، وحاجبيه ، وضربوه بالسياط حتى أدمي ، ثم أخرجوه من البصرة بحالة يرثى لها ، وقتلوا أكثر من مائة نسمة من أهاليها من غير أن يصدر منهم ذنب أو أي عمل يبيح لعائشة وجيشها سفك تلك الدماء البريئة. ولو أحببتم الاطلاع على تفصيل تلك الأعمال البشعة فراجعوا تاريخ ابن الأثير ، والمسعودي ، وتاريخ الطبري ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (١).
__________________
(١) أنقل للقارىء الكريم بعض ما نقله ابن قتيبة وهو من أعلام القرن الثالث الهجر ، ومتوفى سنة ٢٧٠ هجرية ، قال في كتابه الإمامة والسياسة ٦١ ـ ٦٣ / ط مطبعة الأمة بمصر سنة ١٣٢٨ هجرية :
«دخول طلحة والزبير وعائشة البصرة»
قال [وذكروا أنّه لما نزل طلحة والزبير وعائشة البصرة اصطف لها الناس في الطريق يقولون : يا أم المؤمنين ما الذي أخرجك من بيتك؟!
فلما أكثروا عليها ، تكلمت بلسان طلق وكانت من أبلغ الناس : فحمدت الله وأثنت عليه ، ثم قالت : أيها الناس! والله ما بلغ من ذنب عثمان أن يستحلّ دمه ، ولقد قتل مظلوما!!
غضبنا لكم من السوط والعصا ، ولا نغضب لعثمان من القتل؟ وإنّ من الرأي أن تنظروا إلى قتلة عثمان فيقتلوا به ، ثم يردّ هذا الأمر شورى على ما جعله عمر بن الخطاب.