في حقها!!؟ أما كان ردّهما ردا على الله سبحانه وتعالى؟!
فكيف يقبل ادّعاء جابر بن عبد الله الأنصاري وهو ـ مع تقديرنا لمواقفه واحترامنا له ـ ليس إلاّ صحابيا جليلا ، ولم ينزل قرآن في شأنه ، ولا طهّره الله تعالى من الرجس؟! ولكنّه يردّ فاطمة وعليا عليهما السّلام ولا يقبل كلامهما في حق ثابت كثبوت الشمس في وسط النهار!!
الحافظ : لا يمكن لنا أن نقبل ، بأنّ أبا بكر .. وهو ذلك الصحابي الجليل والمؤمن الصدّيق ، غصب فدكا!! أو أنّه أخذه من فاطمة بغير دليل!! إذ إنّ كلّ انسان عاقل يعمل من وراء القصد ، فالخليفة أبو بكر بعد أن كانت أموال بيت المال تحت تصرّفه ، ما كان بحاجة إلى فدك وغيرها ، حتى نقول إنّه أخذ فدكا لحاجة إليها ، فما عسانا أن نقول فيه إلاّ أنه أخذها ليحق الحق ، ولأنّه كان يعتقد بأنّها فيء المسلمين.
قلت : أولا : أثبتت فاطمة عليهاالسلام في خطبها وكلامها وبإقامة الشهود ، أنّ فدكا لها وليست فيئا للمسلمين ، وأنها نحلة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لها. وقد مرّ ذلك في حوارنا وهو أمر ثابت عند كل ذي وجدان وذي انصاف وايمان.
ثانيا : لم يقل أحد بأنّ أبا بكر غصب فدكا لاحتياجه إليها ، وإنما غصبها ليترك أهل البيت وهم فاطمة وبعلها وابناهما الحسن والحسين ضعفاء ماديا ليس في أيديهم شيء من المال ، فأبو بكر وأعوانه كانوا يعلمون أنّ عليا عليهالسلام غنيّ بالمعنويّات وكفّته راجحة في الدين والإيمان والعلم والعقل والفضائل والمناقب وما إلى ذلك.
فلو ملك المال واستغنى به الى جنب الغناء المعنوي ، التفّ الناس حوله ولم يرضوا بغيره. فلذلك غصبوهم فدكا وحرموهم من الخمس