وأما الدليل الثاني في ردّه : هو أنّنا نعلم بأنّ الإمام علي عليهالسلام هو عيبة علم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو الذي قال فيه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما نقله علماء الفريقين : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وأنا دار الحكمة وعلي بابها ، ومن أراد العلم والحكمة فليأت الباب».
والحديث النبوي الآخر ، الذي اشتهر أيضا بين المحدثين من الفريقين قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عليّ أقضاكم».
فكيف يمكن أن يبيّن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حكما خاصّا في الإرث وقاضي دينه وباب علمه ، لا يعلم ذلك؟ ولا سيما الحكم الذي يكون في شأن فاطمة عليهاالسلام وهي زوجة عليّ عليهالسلام وهو وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .
فكيف يقبل عقلكم أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يكتم هذا الأمر عن أخصّ الناس إليه وعمّن يخصّهم الحكم ويقوله لأبي بكر الذي لا يرتبط بالموضوع؟! والمفروض أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول ذلك الحكم لوارثه أو وصيّه ، وهذا أمر بديهي يعرفه كل أحد حتى عامة الناس والسوقيين ، فكيف بسيد المرسلين وخاتم النبيين؟!
الشيخ عبد السلام : أما حديث أنا مدينة العلم ، غير مقبول عند محدثينا ، وكذلك لم يثبت عند جمهور علمائنا بأن عليا وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا الأمر غير مقبول ، بل عندنا مردود لما رواه الشيخان البخاري ومسلم عن عائشة (رض) أنه ذكر عندها أنّ رسول الله (ص) أوصى. قالت [ومتى أوصى؟ ومن يقول ذلك؟ إنّه دعا بطست ليبول ، وإنّه بين سحري ونحري ، فانخنث في حجري فمات وما شعرت بموته.]
فكيف يمكن أن يوصى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأحد ويخفى ذلك على أم