فكيف يكفر جناب الحافظ وأمثاله ، شيعة آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم لمجرّد سبهم بعض الصحابة وبعض زوجات النبي؟
مع العلم بأنّ كثيرا من علمائكم وأعلامكم السابقين ردّوا هذا الحكم الجائر ونسبوا قائليه إلى الجهل والتعصب. وحكموا بأنّ الشيعة مسلمون مؤمنون.
منهم القاضي عبد الرحمن الإيجي الشافعي في كتابه المواقف ، ردّ كل الوجوه التي بيّنها بعض المتعصّبين من أهل السنّة في تكفير الشيعة وأثبت بطلانها.
ومنهم الإمام محمد الغزالي ، صرّح بأنّ سب الصحابة لا يوجب الكفر ، حتى سب الشيخين ليس بكفر.
ومنهم سعد الدين التفتازاني في كتابه شرح العقائد النسفية ، تناول هذا البحث بالتفصيل وخرج إلى أنّ سابّ الصحابة ليس بكافر.
ثم إن أكثر من كتب من أعلامكم في الملل والنحل وكتب في المذاهب الإسلاميّة : [عدّ الشيعة من المسلمين وذكرهم في عداد المذاهب
__________________
الوصيّين عليا عليهالسلام ، وهو نفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما في كتاب الله العزيز في آية المباهلة ولذلك حكم العلماء المحقّقون بكفر من سبّه عليهالسلام وقالوا : إنّ سابّ عليّ عليهالسلام سابّ لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد أفرد العلاّمة الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب ـ الباب العاشر بعنوان «كفر من سبّ عليا عليهالسلام» ـ روى فيه بسنده عن عبد الله بن عباس :[أشهد على رسول الله (ص) سمعته أذناي ووعاه قلبي ، يقول لعلي بن أبي طالب : من سبّك فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله ومن سبّ الله أكبّه الله على منخريه في النار.] «المترجم»