وقدم الحسين عليهالسلام إلى كربلاء وسار إلى ميدان الجهاد على بصيرة كاملة فقد روى المؤرّخون أنّه لمّا عارضه بعض أقرباؤه ـ ليمنعوه من الخروج إلى العراق واقترحوا عليه أن يخرج إلى اليمن لأنّ أهلها شيعة مخلصون له ولأبيه وليسوا كأهل الكوفة مذبذبين وانتهازيّين ـ أجابهم قائلا :
إنّ جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتاني فقال : يا حسين أخرج إلى العراق ، فإنّ الله شاء أن يراك قتيلا!
قالوا : إذا ما معنى حملك هؤلاء النسوة معك؟!
فقال : إنّ الله شاء أن يراهنّ سبايا!!
نعم ، كلّ من أمعن النظر في تاريخ النهضة الحسينية المباركة ودرس أبعادها وجوانبها ، عرف أهمّيّة دور النساء والأطفال ، وأهمّيّة دور السبايا من أهل البيت عليهمالسلام في نشر أهداف الحسين وأسباب ثورته
__________________
عش في زمانك ما استطعت نبيلا |
|
وأترك حديثك للرواة جميلا |
العزّ مقياس الحياة وضلّ من |
|
قد عدّ مقياس الحياة الطّولا |
قل : كيف عاش؟ ولا تقل كم عاش |
|
من جعل الحياة إلى العلى سبيلا |
ما كان للأحرار إلاّ قدوة |
|
بطل توسّد في الطفوف قتيلا |
خشيت أميّة أن يزعزع عرشها |
|
والعرش لولاه استقام طويلا |
قتلوه للدنيا ولكن لم تدم |
|
لبني أميّة بعد ذلك جيلا |
ولربّ نصر عاد شرّ هزيمة |
|
تركت بيوت الظالمين طلولا |
إلى آخر القصيدة العصماء ، وينطلق الشاعر بها إلى شرح جانب من واقعة عاشوراء وآثار تلك النهضة المباركة الدامية. «المترجم»