وبعض الغافلين يقولون : بأنّ بقاء الحسين عليهالسلام في المدينة المنوّرة كان أسلم له وأحفظ لعياله! لما ذا خرج إلى العراق حتّى يرى تلك المصيبة الفادحة والنكبة القادحة؟!
ولكن كلّ من له أدنى معرفة بهكذا قضايا يعلم أن الحسين عليهالسلام لو كان يقتل في المدينة المنوّرة ، ما كان لقتله ذلك الصدى والأثر الذي كان لقتله في كربلاء ، فخروجه من المدينة إلى مكّة وإقامته فيها من شهر شعبان حتّى موسم الحجّ ، واجتماع المسلمين الوافدين من كلّ صوب وبلد عند الكعبة المكرّمة ، والتفافهم حول الإمام أبي عبد الله الحسين عليهالسلام واستماعهم لحديثه وهو يشرح لهم ويوضّح أنّه لما ذا لا يبايع يزيد ، لأنّ يزيد رجل فاسق شارب الخمور ، وراكب الفجور ، واللاعب بالكلاب
__________________
العاصر الخمر من لؤم بعنصره |
|
ومن خساسة طبع يعصر الودكا |
لئن جرت لفظة التوحيد في فمه |
|
فسيفه بسوى التوحيد ما فتكا |
قد أصبح الدين منه يشتكي سقما |
|
وما إلى أحد غير الحسين شكا |
فما رأى السبط للدين الحنيف شفا |
|
إلاّ إذا دمه في كربلاء سفكا |
وما سمعنا عليلا لا علاج له |
|
إلاّ بنفس مداويه إذا هلكا |
بقتله فاح للإسلام نشر هدى |
|
فكلّما ذكرته المسلمون ذكا |
نفسي الفداء لفاد شرع والده |
|
بنفسه وبأهليه وما ملكا |
وشبّها بذبال السيف نائرة |
|
شعواء قد أوردت أعداءه الدركا |
إلى آخر قصيدته العصماء وهو يتطرّق فيها إلى شجاعة بني هاشم وأنصار الحسين عليهالسلام ومصارعهم بالطفوف ، وإلى سبي العيال والأطفال من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام.
إنا لله وإنا إليه راجعون. «المترجم»