مُدْخَلاً كَرِيماً).
فالآية الكريمة تصرّح بأنّ عبدا لو اجتنب الكبائر وارتكب الصغائر ، فإنّ الله عزّ وجلّ يعفو عنه ويدخله الجنّة ، والحديث الذي تنكروه ، لا يصرّح بأكثر من هذا.
فإنّ حبّ عليّ عليهالسلام حسنة عظيمة عند الله سبحانه بحيث لا تضرّ معها السيّئات ، يعني الصغائر.
الحافظ : إنّ هذا التفسير والتقسيم لا يكون على أساس علمي (١).
لأنّ الله تعالى يقول : (إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) (٢) فالعبد العاصي إذا تاب واستغفر الله سبحانه فإنّه يغفر كلّ ذنوبه سواء أكانت من الكبائر أم الصغائر.
قلت : أظنّك ما دقّقت النظر في الآية الكريمة التي تلوتها عليك ، وإلاّ ما كنت تورد إشكالا على كلامي ، لأنّ الذي قسّم المعاصي إلى كبائر وصغائر وفرّق بينهما هو الله تعالى ، لا أنا.
ثمّ اعلم بأنّنا نعتقد ـ مثلكم ـ بأنّ الله تعالى يغفر الذنوب جميعا ، فكلّ عبد عاص إذا تاب وندم وعمل بشرائط التوبة ، فإنّ الله سبحانه
__________________
(١) إنّ بيان «الحافظ» كليل ، وليس له دليل ، ولا يصدر إلاّ من ذي عقل عليل ، لأنّه يعارض كلام الربّ الجليل ، فقد قال سبحانه :(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى* الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ) سورة النجم : ٣٠ ـ ٣١.
فاللمم هي المعاصي الصغائر تقابلها كبائر الأثم ، كما تجد في الآية الكريمة.
«المترجم»
(٢) سورة الزمر ، الآية ٥٣.