«مودّة القربى» في المودّة السادسة عن ابن عبّاس ، قال : حبّ عليّ يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب.
وعنه أيضا : حبّ عليّ براءة من النار.
ورواه محبّ الدين الطبري في «ذخائر العقبى» الحديث رقم ٥٩ من الأحاديث السبعين التي رواها في فضائل أهل البيت عليهمالسلام.
ورواه محمد بن طلحة في مطالب السئول.
والعلاّمة الكنجي الشافعي في كتاب «كفاية الطالب في مناقب مولانا علي بن أبي طالب».
ثمّ إن كان عقلكم وعلمكم لا يصل إلى حلّ معنى حديث كهذا وأمثاله ، فأنصحكم بأن لا تطعنوا فيه ولا تردّوه ، بل يجب أن تسألوا
عن حلّه ومعناه وتفسيره ممّن هو أعلم ، قال تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (١).
وطالما أنّ هذا الحديث وأمثاله لا يعارض كتاب الله سبحانه فليس لأحد من المسلمين إنكاره.
الحافظ : كيف لا يعارض كتاب الله وهو سبب تجرّء الناس على المعاصي!
قلت : لا تعجل حتّى أبيّن لك كيف لا يعارض الكتاب الكريم ، فإن الله تعالى يقسّم الذنوب في القرآن إلى قسمين ، صغائر ، وكبائر.
وهو يعبّر في بعض الآيات عن الصغائر بالسيّئة ، في حين يعبّر عن الكبائر بالذنوب ، كما في سورة النساء ، الآية ٣١ ، قال تعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ
__________________
(١) سورة الأنبياء ، الآية ٧.