فيها ، لكان على اثنين منهم أن يبقيا في السّقيفة ويناقشا الأنصار ويهدّئا الوضع ، ويخرج الثالث إلى الصحابة وبني هاشم الّذين كانوا في بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيخبرهم باجتماع السقيفة ، فكانوا سيشاركونهم فيها ويبدون رأيهم ، ولحلّ الوفاق محل الاختلاف.
وصدّقوني أيّها الإخوة ، إنّ كل ما نجده اليوم من افتراق المسلمين واختلافهم الذي انتهى إلى ضعفهم وكسر شوكتهم ، وما حدثت من نزاعات داخلية بين المسلمين ، والحروب الدامية والوقائع المخزية التي نشبت بينهم في الماضي والحاضر ، كلّها حصيلة يوم السقيفة ومؤامرة أولئك النفر وتعجيلهم في تعيين الخليفة.
النوّاب : سيدنا الجليل! ما هو السبب في تعجيل القوم؟! وما الذي حداهم إلى عدم إخبار بني هاشم والصحابة الذين كانوا مجتمعين في بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!
قلت : نحن على يقين أنهم كانوا يعلمون ، لو لم يعجّلوا في تعيين أحدهم بالخلافة ، ولو صبروا حتّى يحضر بنو هاشم وكبار الصحابة فيشاورونهم في تعيين خليفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويسمع الحاضرون احتجاجهم ما عدلوا عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام كما أنّ بشير بن سعد الأنصاري ، وهو أول من بايع أبا بكر من الأنصار ، لمّا سمع كلام الإمام عليّ عليهالسلام وهو يحتجّ على أبي بكر ، قال : لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا عليّ قبل بيعتها لأبي بكر ، ما اختلفت عليك! (١).
__________________
(١) الإمامة والسياسة : ١٣ ط مطبعة الأمّة بمصر.
وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١ عن الزبير بن بكّار ، قال : وكان