الأمر وتمّت البيعة لأبي بكر ، قم وبايع ولا تشقّ عصا المسلمين! فقام وبايع!
ولكن كان لأسامة أن يقول : لقد جعلني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أميرا عليك وعلى أبي بكر ولم يعزلني بعد ، فكيف يصبح أميركم الذي أمّره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليكم تحت إمرتكم؟!
أما أمركما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بطاعتي؟! وأمركم أن تكونا تحت إمرتي؟! فكيف انعكس الأمر؟!!
فإن تقولوا : إنّ المسافة كانت بعيدة بين المدينة والمعسكر والظروف الراهنة ما سمحت للشيخين أن يستشيرا أميرهما أسامة ومن كان تحت رايته من ذوي البصائر وأهل الحلّ والعقد!
فما تقولون في بني هاشم الّذين كانوا مجتمعين في بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذلك الصحابة المقرّبين الذين كانوا آنذاك عند جثمان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يعزّون أهله المصابين بتلك المصيبة العظمى؟!
فلما ذا ما استشار أولئك ، وبالخصوص عليّ بن أبي طالب والعبّاس (١) عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهما بإجماع المسلمين كانا من أهل
__________________
(١) شرح ابن أبي الحديد ١ / ٢١٩ ـ ٢٢١ ط دار إحياء التراث العربي ، بيروت :روى عن البراء بن عازب ، قال : لم أزل لبني هاشم محبّا ، فلمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عنهم ، فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فكنت أتردّد إلى بني هاشم وهم عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحجرة ، وأتفقّد وجوه قريش ، فإنّي كذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر ، وإذا قائل يقول : القوم في سقيفة بني ساعدة ، وإذا قائل آخر يقول : قد بويع أبو بكر.