وأمّا الّذين استقاموا على الدين ، وثبتوا في طريق الحقّ واليقين ، وتمسّكوا بولاية سيّد الوصيّين ، واعتقدوا خلافة وإمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فعددهم قليل ، وهم الّذين يصفهم ربّهم سبحانه وتعالى بقوله : (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) (١).
وهم صفوة أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته المطهّرين وعترته الطيّبين ، وهم الّذين غضبوا من أحداث السقيفة وأعلنوا مخالفتهم لبيعة أبي بكر.
فلذلك نقول : إنّ الإجماع ـ الذي تدّعونه لإثبات وتصحيح خلافة أبي بكر وشرعيّتها ـ لم يحصل!
الحافظ : يحصل الإجماع ويقع إذا وافق أهل الحلّ والعقد وسنام الأمّة على أمر ، وليس من حقّ أيّ مسلم أن ينقض ما أبرموا.
قلت : إنّ هذا التفسير والمعنى لكلمة الإجماع ادّعاء لا دليل عليه ، وهو خلاف ظاهر الحديث الذي تمسّكتم به لتشريع الإجماع.
فالحديث يصرّح : لا تجتمع أمّتي على خطأ ـ أو : ضلال ـ.
__________________
رضي الله عنهما ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الحقّ مع علي حيث دار».
١٥ ـ أخرج المحدّث الحافظ البدخشي في «مفتاح النجا».
١٦ ـ وكذلك عبيد الله الحنفي في أرجح المطالب : ٥٩٨ و ٥٩٩.
أخرجا عن أبي موسى الأشعري أنّه قال : أشهد أنّ الحقّ مع عليّ ولكن مالت الدنيا بأهلها ، ولقد سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول له : «يا عليّ! أنت مع الحقّ ، والحقّ بعدي معك».
نكتفي بهذا المقدار ، وفيه كفاية لطالب الحقّ. «المترجم»
(١) سورة سبأ ، الآية ١٢.