العذاب وماتوا عن آخرهم ، وإنّي نظرت إلى وجوه أولئك الخمسة : محمّد وأهل بيته ، فوجدت وجوها لو دعوا الله عز وجلّ باقتلاع الجبال وزوالها لانقلعت وزالت.
الحافظ : هذا الخبر صحيح ، ومنقول في كتبنا المعتبرة ، ولا منكر له بين علمائنا ، ولكن ما هو ارتباطه بسؤالنا عن دليل اتّحاد نفس عليّ (كرم الله وجهه) مع نفس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!
قلت : ارتباط الخبر بالسؤال كلمة (أَنْفُسَنا) في الآية الكريمة.
أولا : الآية تدلّ على أنّ عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام هم أفضل الخلق وأشرفهم بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
عند الله تبارك وتعالى ، وهذا ما وصل إليه وصرّح به كثير من علمائكم ، حتّى المتعصّبين منهم ، مثل الزمخشري في تفسيره لآية المباهلة ، فقد ذكر شرحا وافيا عن الخمسة الطيّبين وكشف حقائق ودقائق مفيدة عن فضلهم ومقامهم عند الله سبحانه ، حتى قال : إنّ هذه الآية الكريمة أكبر دليل وأقوى برهان على أفضليّة أصحاب الكساء على من سواهم.
ورأي البيضاوي والفخر الرازي في تفسير الآية قريب من رأي الزمخشري.
ثانيا : نستنبط من الآية الكريمة أنّ مولانا عليّ بن أبي طالب هو أفضل الخلق وأشرفهم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ الله تعالى جعله نفس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا إنّ كلمة (أَنْفُسَنا) لا تعني النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ الدعوة منه لا تصحّ لنفسه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّما الدعوة من الإنسان لغيره ، فالمقصود من (أَنْفُسَنا) في الآية الكريمة هو سيّدنا وإمامنا عليّ عليهالسلام ، فكان بمنزلة نفس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولذا دعاه وجاء به إلى المباهلة ، وذلك بأمر الله سبحانه.