هذا جواب سؤالكم وارتباط الآية الكريمة بالموضوع.
فعليّ عليهالسلام هو نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بتعبير القرآن الحكيم ، وهو تعبير مجازي واتّحاد اعتباري لا حقيقي.
وقد قال الأصوليّون : حمل اللفظ على المعنى المجازي الأقرب أولى من حمله على الأبعد.
وفي ما نحن فيه ، أقرب المعاني المجازيّة لاتّحاد النفسين تساويهما في جميع الأمور النفسية ، وتماثلهما في جميع الصفات الكمالية اللازمة لها إلاّ ما خرج بالدليل.
وقلنا : إنّ الخارج بالدليل والإجماع ، عدم نزول الوحي على الإمام عليّ عليهالسلام ، وعدم تساويه مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في النبوّة الخاصة به صلىاللهعليهوآلهوسلم .
الحافظ : لنا أن نقول بأنّ تعبير الآية : (نَدْعُ ... وَأَنْفُسَنا) تعبير مجازي ، وادّعاؤكم في الاتّحاد النفسي المجازي لم يكن أولى وأقوى ممّا نقول نحن!
قلت : أرجوكم أن تتركوا المراء والجدال ، ولا تضيّعوا وقت المجلس بالقيل والقال ، فإنّ العلماء والعقلاء اتّفقوا على أنّ الأخذ بالمجاز الشائع أولى وأقوى من الأخذ بالمجاز غير الشائع.
والمجاز الذي نقوله في الموضوع هو من المعنى الشائع له عند العرب والعجم ، وكم له نظائر! وقد ذكرنا بعضها ضمن الحديث قبل ساعة ، فكم من قائل لصاحبه : أنت روحي وأنت كنفسي! ولكي تطمئنّ قلوبكم لهذا المعنى ، فإنّي أنقل لكم بعض الأحاديث النبويّة فيه ..