ومقاتلة المشركين الأوغاد ، وهم أكثر من خمسة آلاف مقاتل بين راكب وراجل ، وعليّ عليهالسلام يضرب بالسيف خراطيمهم ويحصد رءوسهم ، فذبّ عن الإسلام ، ودفع الطغام ، عن محمّد سيّد الأنام ، حتّى سمع النّداء من السماء : لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ (١).
__________________
(١) لقد ذكر هذه الفضيلة الإلهية ، والمنقبة السماوية ، لأسد الله الغالب ، عليّ بن أبي طالب عليهالسلام كثير من العلماء الأعلام ومشايخ الإسلام ، منهم :ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٩٣ عن شيخه أبي جعفر ، قال : وما كان منه ـ أي : عليّ عليهالسلام ـ من المحاماة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد فرّ الناس وأسلموه ، فتصمد له كتيبة من قريش ، فيقول صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عليّ! اكفني هذه. فيحمل عليها فيهزمها ويقتل عميدها ، حتّى سمع المسلمون والمشركون صوتا من قبل السماء :لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي.
ومنهم :
العلاّمة الكنجي القرشي الشافعي في كتابه «كفاية الطالب» في الباب التاسع والستّين ، فقد خصّصه بنداء ملك من السماء : «لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ» ، إلاّ أنّه يروي أنّ ذلك كان يوم بدر ، فراجع.
وأمّا روايته في أحد فقد قال في الباب السابع والستّين ، بإسناده عن أبي رافع ، قال : لمّا كان يوم احد نظر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى نفر من قريش ، فقال لعليّ عليهالسلام : احمل عليهم ؛ فحمل عليهم فقتل هاشم بن اميّة المخزومي وفرّق جماعتهم.
ثمّ نظر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى جماعة من قريش ، فقال لعليّ عليهالسلام : احمل عليهم ؛ فحمل عليهم وفرّق جماعتهم وقتل فلانا الجمحي.
ثمّ نظر إلى نفر من قريش ، فقال لعليّ عليهالسلام : احمل عليهم ؛ فحمل عليهم وفرّق جماعتهم وقتل أحد بني عامر بن لؤي.
فقال له جبرئيل : هذه المواساة!
فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّه منّي وأنا منه.
فقال جبرئيل : وأنا منكم يا رسول الله.