وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ...) (١) وذلك في فتح مكّة المكرّمة.
فكما في الآيتين الكريمتين يذكر الله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ويذكر بعده المؤمنين ، فلو كان أبو بكر في آية الغار من المؤمنين الّذين تشملهم السكينة الإلهيّة ، لكان الله عزّ وجلّ قد ذكره بعد ذكر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو يقول : فأنزل الله سكينته عليهما.
هذا ، وقد صرّح كثير من كبار علمائكم : بأنّ ضمير (عَلَيْهِ) في الآية الكريمة يرجع إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا إلى أبي بكر ؛ راجعوا كتاب : «نقض العثمانية» للعلاّمة الشيخ أبي جعفر الإسكافي وهو استاذ ابن أبي الحديد ، وقد كتب ذلك الكتاب القيّم في ردّ وجواب أباطيل أبي عثمان الجاحظ.
إضافة على ما ذكرنا ، نجد في الآية الكريمة جملة تناقض قولكم! وهي : (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ) فالنبيّ ينهى أبا بكر عن الحزن ، فهل حزن أبي بكر كان عملا حسنا أم سيّئا؟
فإن كان حسنا ، فالرسول لا ينهى عن الحسن ، وإن كان سيّئا فنهي النبيّ له صلىاللهعليهوآلهوسلم من باب النهي عن المنكر بقوله : (لا تَحْزَنْ) فالآية الكريمة لم تكن في فضل أبي بكر ومدحه ، بل تكون في ذمّه وقدحه! وصاحب السوء والمنكر ، لا تشمله العناية والسكينة الإلهيّة ، لأنّهما تختصّان بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين ، وهم أولياء الله الّذين لا يخشون أحدا إلاّ الله سبحانه.
__________________
(١) سورة الفتح ، الآية ٢٦.