لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، بألسنتهم ولما يدخل الإيمان في قلوبهم ، فكانوا يتحيّنون الفرصة لإظهار بغضهم الدفين ، فلمّا اتيحت لهم الفرصة بوفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انقلبوا على أعقابهم ، وفعلوا ما فعلوا ظلما وعنادا.
وبعضهم للحسد والكبرياء ، لأنّهم كانوا أسنّ من الإمام عليّ عليهالسلام ، وهو يوم ذاك لم يبلغ الأربعين من العمر ، فثقل عليهم أن يخضعوا له ويطيعوا أمره!
لهذه الأسباب ونحوها تركوا خليفة نبيّهم وخذلوه وكادوا يقتلونه ، كما كاد بنو إسرائيل أن يقتلوا هارون!!
لذلك روى ابن قتيبة وهو من كبار علمائكم ، في كتابه الإمامة والسياسة ، صفحه ١٣ ـ ١٤ / ط مطبعة الامة بمصر تحت عنوان : «كيف كانت بيعة عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه».
قال : وإنّ أبا بكر (رض) تفقّد قوما تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها!
فقيل له : يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة!
فقال : وإن!!
فخرجوا وبايعوا إلاّ عليّا ... فأخرجوا عليّا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع.
فقال : إن أنا لم أفعل فمه؟!