هل إنّ عمل بني إسرائيل صحيح عند الله سبحانه وتعالى؟!
هل لعاقل أن يقول : إنّ بني إسرائيل إذا كانوا يسمعون من لسان نبيّهم نصّا في خلافة هارون ما كانوا يتركوه ، ويجتمعون حول السامريّ وعجله؟!
وهل اجتماعهم حول السامريّ وعجله ، دليل على انهم ما سمعوا نصّا من موسى بن عمران في خلافة أخيه هارون؟!!
كلّنا يعلم أنّ هذا كلام تافه وواه ، لأنّ القرآن الكريم يصرّح بأنّ موسى عليهالسلام نصب هارون في مقامه ، وعيّنه خليفته في قومه ، ثمّ ذهب إلى ميقات ربّه ؛ ولكنّ بني إسرائيل مع كلّ ذلك ضلّوا عن الحقّ بإغواء السامريّ وتدليس إبليس لعنه الله.
فهم مع علمهم بخلافة هارون ووجوب إطاعتهم أمره ، خالفوه وكادوا يقتلونه ، بل أطاعوا السامريّ وسجدوا لعجله وعبدوه!!
كذلك بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إنّ اولئك الّذين سمعوا من فم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرارا وتكرارا ، بالصراحة والكناية ، يقول : إنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا .. فكما أنّ أمّة موسى تركوا هارون ، كذلك أمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم تركوا عليّا ، وتبعوا أهواءهم.
بعضهم للرئاسة والدنيا كما قال أمير المؤمنين الإمام عليّ عليهالسلام : حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها (١).
وبعضهم للحقد الذي كان مكنونا في صدورهم ، لأنّ عليّا عليهالسلام قتل أبطالهم وجندل ذؤبانهم ، وضربهم بسيفه حتّى استسلموا وقالوا :
__________________
(١) نهج البلاغة ـ تحقيق د. صبحي الصالح ـ : ٥٠ الخطبة الشقشقية ، لسان العرب :٦ / ١٣ مادّة «زبر».