الحافظ : كلّ ما بيّنتموه حول حديث المنزلة نقبله ، إلاّ هذا الموضوع الأخير. فإنّ كلّ منازل ومراتب هارون تكون لعليّ كرّم الله وجهه في حياة النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، وأمّا بعد حياته فلا!
لأنّه (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) عيّن عليّا خليفته في المدينة حينما أراد الخروج لغزوة تبوك ـ وهي قضية في واقعة ـ فلمّا رجع (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) من الغزو تسلّم الأمر من عليّ كرّم الله وجهه ، وانتهى التعيين لأنّه كان خاصّا بذلك الزمان.
فلا نفهم من حديث المنزلة خلافة سيّدنا عليّ رضياللهعنه لسيّدنا محمد المصطفى (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ما بعد وفاته (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، وهذا الأمر يحتاج إلى دليل آخر.
قلت : لم ينحصر صدور حديث المنزلة في غزوة تبوك فحسب ، بل نجد في الأخبار المعتبرة والروايات الصحيحة أنّ النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أعلن حديث المنزلة في مناسبات اخر.
منها : حينما آخى بين أصحابه في مكّة واخرى في المدينة واتّخذ عليّا عليهالسلام أخا لنفسه ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم له : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.
الحافظ : هذا خبر غريب! لأنّي كلّ ما سمعت وقرأت عن حديث المنزلة ، أنّه صدر من النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) حين ذهابه إلى تبوك ، وذلك لمّا خلّف عليّا رضياللهعنه في المدينة ، فحزن عليّ لعدم مشاركته في الحرب والجهاد ، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ...؟! إلى آخره.