صلوات الله عليهم ، وقد نطق القرآن بتطهيرهم في قوله عزّ وجلّ : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) إلى آخر ما رواه وعلّقه العلاّمة الكنجي.
فمع هذا التوضيح من العلاّمة الكنجي الشافعي فليقايس جناب الحافظ : مع الخبر الذي نقله إلى المصلّين في يوم الجمعة عن أبي هريرة ، ثمّ لينظر هل يكون عنده دليل على طهارة أبي بكر؟! مع غضّ النظر عن كل الأسناد والمدارك التي ذكرتها في تأييد الخبر وصحّته في الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لا غيره.
فلينظر الحافظ هل يكون عنده دليل على طهارة أبي بكر حتّى يسمح له فتح بابه في المسجد وتردّده فيه؟!
فلمّا لم يدّع أحد من المسلمين طهارة أبي بكر ، لم يكن خبر فتح بابه على المسجد صحيحا ، بل هو كذب افتراه الجعّالون ، وقد تذكّرت الآن حديثا بالمناسبة ، رواه كبار علمائكم عن الخليفة عمر بن الخطّاب.
ورواه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٢٥ ، والحافظ سليمان القندوزي في «ينابيع المودّة» باب ٥٦ ص ٢١٠ ، نقلا عن «ذخائر العقبى» ومسند الإمام أحمد ، ورواه الخطيب الخوارزمي في المناقب : ٢٦١ ، وابن حجر في الصواعق المحرقة : ٧٦ ، وجلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء ، وغير هؤلاء ، كلّهم رووا ـ باختلاف يسير في الألفاظ ـ أنّ عمر بن الخطّاب قال : «لقد أوتي عليّ بن أبي طالب ثلاث خصال ، لأن تكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من حمر النّعم :
زوّجه النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) بنته.
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية ٣٣.