ثمّ إنّ هارون كان شريك أخيه في تبليغ الرسالة السماوية ، هذا ما يظهر من الآيات الكريمة التي تحكي كلام موسى ودعاءه في قوله تعالى : (قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً).
ولكنّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام هو الرجل الوحيد الذي كان شريكا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في جميع صفاته الخاصة ومراحل الكمال إلاّ النبوّة الخاصّة.
الحافظ : ما زلنا نزداد تعجّبا وحيرة منكم ، لأنّكم تغالون في عليّ كرّم الله وجهه غلوّا يأباه العقل السليم! أليس قولكم هذا إنّ عليا كان يشارك النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) في جميع صفاته الخاصة مغالاة صريحة في حقّ عليّ كرم الله وجهه؟!
قلت : إنّ كلامي هذا ليس غلوّا ولا يأباه العقل ، بل هو الحقّ الصريح ويحكم به العقل السليم الصحيح ، فإنّ خليفة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يجب أن يكون ـ على القاعدة العقلية ـ مثله في جميع صفاته الكمالية حتّى يصحّ أن يكون بديله وقائما مقامه وممثّله.
لذلك ، فإنّ كثير من علمائكم الكبار ذهبوا مذهبنا وقالوا مقالنا.