وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ، ولكنّه لا يقتل حتى يكون إماما ، يكون منه الأئمة الهادية هم : الهادي علي ـ والمهتدي الحسن ـ والعدل الحسين والناصر علي بن الحسين ـ والسّفّاح (١) محمد بن علي ، والنفّاع جعفر بن محمد ـ والأمين موسى بن جعفر ـ والمؤتمن عليّ بن موسى ـ والإمام محمد بن علي ـ والفعّال علي بن محمد ـ والعلاّم الحسن بن علي ـ ومن يصلّي خلفه عيسى بن مريم. «المهدي عليهالسلام». فسكنت فاطمة من البكاء ، ثم أخبر جبرئيل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقصّة الملك [دردائيل] وما أصيب به.
قال ابن عباس : فأخذ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الحسين ... فأشار به إلى السماء ، ثم قال : اللهمّ بحق هذا المولود عليك ، لا بل بحقك عليه ... فارض عن دردائيل وردّ عليه أجنحته ومقامه ... فردّ الله تعالى أجنحته ومقامه.» «الحديث».
فيا إخواني ، أيها الحاضرون ، فكّروا وأنصفوا هل بعد هذا الخبر وأمثاله وبعد هذه المناقشات والمحاورات التي دارت بيننا في هذه الليالي العشرة ، يبقى شك ويوجد ريب عندكم ، بأنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام هو الخليفة والإمام على أمة الإسلام بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن بعده الأئمة الكرام من أبنائه الهادين المهديين بأمر الله الخالق العلاّم؟
ثم رفعت يديّ إلى السماء وقلت : اللهم اشهد أنّي كشفت لهم الحقائق وأوضحت لهم طريق الحقّ من بين الطرائق بالدليل والاحتجاج ، فإن رفضوه وأصرّوا على باطلهم فقد سلكوا سبيل الغيّ
__________________
(١) السّفاح : هنا بمعنى الفصيح ، القادر على الكلام ، والرجل المعطاء ، وليس بمعنى سفك الدّماء. راجع لسان العرب مادة (سفح).