لا يخفى أنّ هذا الكلام منه عليهالسلام ـ ولا سيما في ذلك الزمان الذي ما كان البشر بعد يتصوّر ويفكّر في طرق السماوات ، ولا كان يعقل ويصدّق بأن للسماوات طرقا كطرق الأرض ـ أكبر دليل على أنّ علمه كان لدنيّا ونازلا إليه من ربّ السماء بواسطة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم .
والجدير بالذكر ، أنّهم لما سألوه عن الكرات السماويّة والأسرار الفلكيّة ، أجابهم بموجب الاكتشافات العلميّة الحديثة وعلى خلاف ما كانوا يعتقدون آنذاك من نظريّة بطلميوس وغيرها.
جوابه عليهالسلام عن الكرات السماوية
روى العالم الفاضل والمحدّث الجليل الثقة العدل الشيخ علي بن إبراهيم القمي ـ من أعلام القرن الثالث الهجري ـ في كتابه المعروف بتفسير القمي. ضمن تفسيره سورة الصافّات ، وكذلك العلاّمة اللغوي والعالم الديني الورع الزاهد التقي فخر الدين الطريحي في كتابه مجمع البحرين ، وكان يعيش قبل ثلاثمائة سنة تقريبا ، روى في مادة كوكب.
وروى العلاّمة الجليل والمحدّث النبيل المولى محمد باقر المجلسي رحمهالله في بحار الأنوار مجلّد السماء والعالم ، قالوا بأنّه عليهالسلام سئل عن الكواكب في السماء فقال في جوابهم «هذه الكواكب مدائن مثل المدائن التي في الأرض. تربطها أعمدة من نور».
هذا الكلام ـ في ذلك الزمان الذي ما كانت فيه هذه الوسائل والآلات الكاشفة للكرات والسّيّارات الفلكيّة ـ يعدّ من المعاجز العلميّة التي تدلّ على أنّ قائلها إنّما كان يستوحي علمه من السماء ومن الخالق