الطالب / الباب السابع والثلاثون : في أنّ عليا عليهالسلام قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، ولقد روى العلاّمة الكنجي في هذا الباب ، بسنده المتّصل بسعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمّ سلمة : «هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ؛ يا أم سلمة هذا عليّ أمير المؤمنين وسيد المسلمين ووعاء علمي ووصيي وبابي الذي أوتى منه ، أخي في الدنيا والآخرة ومعي في المقام الأعلى ، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين». ثم قال العلاّمة الكنجي : وفي هذا الحديث دلالة على أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعد عليا عليهالسلام بقتل هؤلاء الطوائف الثلاث ، وقول الرسول (ص) حقّ ووعده صدق ، وقد أمر صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا بقتالهم ، روى ذلك أبو أيّوب عنه وأخبر أنّه قاتل المشركين والناكثين والقاسطين وأنّه عليهالسلام سيقاتل المارقين (١). «انتهى كلام الكنجي».
__________________
(١) وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ٣ / ٢٩٧ ، ط دار إحياء الكتب العربية عن ابن ديزيل وهو بسنده عن أبي صادق قال : قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فأهدت له الأزد جزرا فبعثوها معي ، فدخلت إليه فسلّمت عليه ، وقلت له : يا أبا أيّوب ، قد كرّمك الله عزّ وجلّ بصحبة نبيّه (ص) ونزوله عليك ، فمالي أراك تستقبل الناس بسيفك تقاتلهم ، هؤلاء مرّة وهؤلاء مرّة! قال [إنّ رسول الله (ص) عهد إلينا أن نقاتل مع عليّ الناكثين ، فقد قاتلناهم ، وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين ، فهذا وجهنا إليهم ـ يعني معاوية وأصحابه ـ وعهد إلينا أن نقاتل معه المارقين ، ولم أرهم بعد]. رواه أيضا عن أبي صادق بطريق آخر ، صاحب كنز العمال : ج ٦ / ٨٨ ، باختلاف يسير في الألفاظ. وقال : أخرجه ابن عساكر وروى ما بمعناه عن أبي أيوب أيضا العلاّمة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب