ويعارضه الخبر المتواتر المسلّم عليه وهو عزل أبي بكر بأمر الله سبحانه ونصب الإمام عليّ عليهالسلام مكانه وتبليغه الآيات بوحده. ومن الواضح لزوم التمسك بالخبر المرويّ في الصحاح والمسانيد والمجمع عليه بين الرواة والمحدّثين ، وطرح الخبر الضعيف المعارض.
والنتيجة الحاصلة من هذا الخبر أنّ السنّ غير دخيل في نيابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخلافته ، بل اتفاق العقلاء والنبلاء بلزوم العلم والتقوى في الامام الذي يتعيّن لقيادة الامّة.
ولهذا قدّم الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا عليهالسلام إذ كان أعلم الصحابة حتى قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقه «عليّ باب علمي ومبيّن لأمّتي ما أرسلت به من بعدي (١)». فخصّه دون غيره بهذه الفضيلة العالية والمنقبة السامية.
__________________
(١) أيها القارئ الكريم هذا الحديث مشهور عند المحدثين والعلماء ولذا لم يذكر المؤلف مصدرا له وأرسله إرسال المسلّمات ، ولكني أذكر بعض مصادره ليطمئن قلبك ، فأقول : رواه العلاّمة القندوزي في الينابيع صفحة ٢٧٩ ، طبع المكتبة الحيدريّة ، أخرجه في ضمن المناقب السبعين في فضائل أهل البيت فقال : الحديث التاسع والعشرون ، عن أبي الدرداء رضياللهعنه قال «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليّ باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي ، حبّه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة ومودّته عبادة» ، قال : رواه صاحب الفردوس ... وهو الديلمي في فردوس الأخبار وأخرجه العلاّمة الهمداني الشافعي في كتابه مودّة القربى في أواخر المودّة السابعة قال [أبو ذر رفعه : عليّ باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي ، حبّه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة وعبادة] قال : رواه أبو نعيم الحافظ بإسناده.
ونقله المتقي الهندي في كنز العمال : ج ٦ / ١٥٦ وقال : أخرجه الديلمي عن أبي ذر.
أقول : واعلم أنّ علماء المسلمين اتّفقوا بأنّ عليا عليهالسلام كان أعلم الناس بعد رسول