الله (ص) أبا بكر أوّلا. بل كان من بادئ الأمر يبعث عمّه العباس وهو ذو شيبة وكان يعدّ الشيخ ذا السّنّ من بني هاشم ، وإنما الذي يظهر من هذا الأمر ، أنّ الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أرادا أن يظهرا مقام الإمام عليّ عليهالسلام ومنزلته ، وأنّه سفير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والذي هو كفو وأهل لينوب عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم .
نعم أرادا كشف هذه الحقيقة حتى يستنبط شيعة علي عليهالسلام منها الرّدّ القانع والجواب القاطع على كلامكم الزائف وقولكم بأنّ أبا بكر أحق بالخلافة من عليّ عليهالسلام لأنّه كان أسنّ منه.
وإذا كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يبعث عليا عليهالسلام بادئ الأمر ، ما كان يلفت النظر ولم يكن له هذا الصّدى والانعكاس الذي حصل من عزل أبي بكر ونصب الإمام عليّ عليهالسلام وذلك بأمر من جبرئيل عن الله عزّ وجلّ إذ قال «لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك».
فيحصل من هذا الخبر المتواتر أنّ نيابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والقيام مقامه لا يرتبط بكبر السنّ أو حداثته ، وإنّما يلزم فيه الكفاءات ، واللياقات التي كانت في الإمام عليّ عليهالسلام ولم تكن في أبي بكر ، ولذا عزل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بأمر الله سبحانه ـ أبا بكر ونصب الامام عليّ لأداء تلك المهمّة ، فهو المقدّم عند الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم على أبي بكر وغيره.
السيد عبد الحيّ : لقد ورد في بعض الأخبار عن أبي هريرة بأنّ عليا كرم الله وجهه التحق بأبي بكر بأمر النبي (ص) ، وذهبا معا إلى مكة فعلي بلّغ الآيات النازلة في أوّل سورة البراءة ، وأبو بكر علّم الناس مناسك الحج ، فكلاهما متساويان في التبليغ.
قلت : هذا الخبر من وضع البكريين وأكاذيبهم وهو غير مشهور