ورواته ، فنقول : أولا : أبو زيد مولى عمرو بن حريث ، مجهول عند علماء الرواية والدراية ، ولم يعبئوا بروايته وردّ عليه الترمذي وغيره ، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال : إنّه مجهول ، وإنّ الحديث والخبر الذي نقله عن ابن مسعود غير صحيح. وقال الحاكم لن نجد غير هذا الخبر من هذا الرجل وهو مجهول ، وعدّه البخاري من الضعاف لذا نرى القسطلاني والشيخ زكريا الأنصاري وهما اللذان شرحا صحيح البخاري ، قالا في شرحهما في باب : لا يجوز الوضوء بالنبيذ ، والخبر المروي عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث ، ضعيف.
وأمّا الخبر الثاني : فهو أيضا مردود لجهات عديدة : أوّلا : هذا الحديث والخبر غير مشهور ولم ينقله بهذا الطريق أحد من علمائكم وأعلامكم غير العلاّمة ابن ماجة القزويني. وثانيا : عدم نقل علمائكم الخبر بهذا الطريق معلوم بأنّهم ما اعتمدوا على بعض رواته وسلسلة سنده كما قال الذهبي في ميزان الاعتدال وذكر أقوال العلماء في الأمر فقال : عباس بن وليد لم يوثّق ولم يسلم من جرح أرباب الجرح والتعديل فتركوه. وكذلك مروان بن محمد الدمشقي فإنّه من المرجئة الضّلال ، وحكم الذهبي وابن حزم بضعفه ، وهكذا عبد الله بن لهيعة فإنّ علماءكم عدوّه من الضعفاء ، فإذا كان في رواة هذا الحديث عدد من الضعفاء أو كان أحدهم ضعيفا فإن الرواية تسقط عن الاعتبار.
ثالثا : بناء على الأخبار التي رواها علماؤكم بطرقهم عن عبد الله ابن مسعود فإنّه في ليلة الجن لم يكن أحد مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كما نقل أبو داود في السنن في باب الوضوء ، والترمذي في صحيحه عن علقمة قال : سألوا ابن مسعود : من كان منكم مع رسول الله (ص) ليلة الجن؟