لكبر سنّه ، وكثرة تجاربه ، وعلمه بالسياسة ، وإدارة الأمور ، ولوجود هذه الامتيازات فيه أجمعوا على خلافته ، فإنّ سيدنا عليّ كرم الله وجهه كان حينذاك شابا غير محنّك في أمور السياسة والإدارة ، وحتى من بعد وفاة رسول الله (ص) بخمسة وعشرين عام لمّا بايعوه بالخلافة لم يستقر له الأمر لعدم سياسته وحدثت في أيّامه حروب طاحنة بين المسلمين فسفكت الدّماء وزهقت النفوس ، كل ذلك بسبب خطئه في الإدارة والسياسة.
قلت : لقد خلطت الحابل بالنابل ، وضربت السليم بالسّقيم ، فلا بدّ لي أن أميّز بين كلامك ، وأضع كل جملة في موضعها وأجيبك عليها.
مثل مناسب ولا مناقشة في الأمثال
أولا : لقد جاء في الأمثال : أنّ عجوزا طلبت من ولدها ـ وكان سارقا ـ أن يأتي لها بكفن من كسب حلال.
فجاء الولد وهو شاب قويّ إلى بيّاع الأكفان ـ وكان شيخا ضعيفا ـ قريبا من بيت العجوز ، فأخذ منه كفنا ولم يعطه الثمن ، ولمّا أراد أن يذهب ، طالبه صاحب الكفن بالثمن ، فقال السارق : ليس عندي ثمنه وأريد منك أن تحلّه لي.
فقال الشيخ : لا أحلّه. إمّا أن تعطي الثمن أو تردّ الكفن! فغضب السارق وأخذ بتلابيب الشيخ وضربه حتى سقط على الأرض وبدأ يركله برجله ، ويسحقه بأقدامه ، ويقول : هبني الثمن وحلّل الكفن وإلاّ قتلتك!!