فلما ذهب جبرئيل عليه السلام أخبرني : أنّ الحسين إبني مقتول في أرض الطف ، وأنّ أمتي ستفتن بعدي ، ثم خرج إلى أصحابه ـ فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعَمّار وأبو ذر (رض) ـ وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك ي ارسول الله؟ فقال : أخبرني جبرئيل : أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، وجائني بهذه التربة ، وأخبرني أنّ فيها مضجعه) (٣٩٢).
٣ ـ روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم : (كان له مشربة درجتها في حجرة عائشة ، يرقى إليه إذا أراد لقى جبرئيل ، فرقى إليها وأمر عائشة أنّ لا يطلع إليها أحد ، فرقى حسين ولم تعلم به ، فقال جبريل : من هذا؟ قال : إبني فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعله على فخذه ، فقال جبريل : ستقتله أمتك ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إبني؟ قال : نعم وإن شئت أخبرتك الأرض التي يقتل فيها ، فأشار جبريل بيده إلى الطف بالعراق ، فأخذ منها تربة حمراء فأراه إياها ، وقال : هذه من تربة مصرعه) (٣٩٣). وبهذا القدر من الروايات نكتفي.
ب ـ مرويات الإمامية :
١ ـ عن أبي سعيد عقيصا قال : (سمعت الحسين بن علي عليهما السلام وخلابه عبد الله بن الزبير ، وناجاه طويلاً ، قال : ثم أقبل الحسين عليه السلام بوجهه إليهم وقال : إنّ هذا يقول لي : كن حماماً من حمام الحرم ، لأن أقتل وبيني وبين الحرم باع أحب إلى من أن أقتل وبيني وبينه شبر ، لأن أقتل بالطف أحب إلي من أن أقتل بالحرم) (٣٩٤).
__________________
(٣٩٢) ـ المصدر السابق / ٣٨٦ ، (عن المعجم الكبير / ١٤٤ ـ مخطوط).
(٣٩٣) ـ ابن حجر ، شهاب الدين أحمد : الصواعق المحرقة : ١٩٣.
(٣٩٤) ـ ابن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ١٥٠ ـ ١٥١ (الباب ٢٣ ـ الحديث ٧).