مع إمكان أن يقال : إن المراد من الميتة في لسان الشارع ما خرج روحه بغير التذكية الشرعيّة (١). فالمراد منها ما ينطبق على سائر الآيات والأخبار هذا.
وقد مضى شطر من الكلام في ذلك في بعض المسائل السّالفة فراجع.
__________________
(١) قال الشيخ رحمة الله الكرماني قدسسره :
« غير المذكّي » أمر عدمي طبق الأصل وليس أمرا وجوديّا كيما ينفى بالأصل ، وذلك لأن التذكية وجودي وغير المذكّي وهو المنفي عند التذكية الذي هو وجودي عدمي ، والمقسم هو لحم الحيوان فغير المذكّي هو لحم الحيوان غير المذكّي ، والخراساني عمّم غير المذكّى تعميما أوسع من دائرة منطقة البروج بحيث يشمل جميع ما سوى المذكّي الحيوانات والنباتات والجمادات ، ثم منّ على المصنّف واعتذر عنه بأن المراد ليس مطلق ما يغايره ، بل خصوص ما ليس بمذكّي.
وليت شعري هل يصدق على شيء انه غير المذكّي ولا يصدق عليه انه ما ليس بمذكّي؟ وإذا لم يكن بين التعبيرين تفاوت باعتبار الشمول وضمّ الخصوص باللفظ الشامل لا يخرجه عن الشمول فيما شمل فلا فرق بين التعبيرين.
وإن قال : إن المراد من « ما ليس بمذكّى هو لحم الحيوان لا مطلق ما ليس به.
قلنا : ذلك في غير المذكّي حرفا بحرف بل تقسيم اللحم إلى المذكّي وغيره يفيد نفي الواسطة صريحا دون مذكّى وما ليس بمذكّي.
وكيف كان ليس همّنا صرف الوقت في هذه المسائل ولكن حديث ما حديث الرّواحل » إنتهى. أنظر فرائد المحشّي : ٢٢٣.